مستقبل القصرين :مدرب المدارس محمد اليحياوي يثبت أن في كرة القدم، الإنسانية أولاً!
لطالما كانت كرة القدم والرياضة بشكل عام أول من يتضامن مع المحن الإنسانية. ودائماً ما تتفوق كرة القدم على الجميع في إظهار هذا الجانب والتأكيد على أنها أكثر من مجرد لعبة فقط، فهي رسالة فيها الكثير من المحبة والإنسانية إلى جانب التنافس الرياضي.
هذا ما جسده محمد يحياوي مدرب صنف المدارس بجمعية المستقبل الرياضي بالقصرين ،المدرب الشاب المتحصل على الدرجة الثانية في التدريب، أكد من خلال حركة إجتماعية تجاه أحد لاعبيه أن الجانب الإنساني في كرة القدم أكبر من المستطيل الأخضر.
فبعد أن تعرّض لاعب في صنف المدارس إلى حادث عرضي تسبب في بتر إصبع يده. وكان له الأثر الشديد علي نفسيته الهشة،خير الانقطاع عن التمارين و التخلي عن حلم طفولته بتقمص أزياء المستقبل الرياضي بالقصرين والذود عن ألوانه في قادم السنوات.
و لأن المدرب محمد اليحياوي كان يرى نفسه المربي والمؤطر قبل كل شيء، لم يمر غياب الطفل المصاب مرور الكرام.
وبمجرد إطلاعه على فحوى الغياب، أخذ على عاتقه مسؤولية فك عزلة اللاعب المصاب وإخراجه من حالة الإحباط التي كان يعيشها بعد الحادث الأليم .
أولى الخطوات كانت إعادة استقطابه من جديد لعائلته الرياضية التي لطالما كانت عشقه الأول، تلتها عديد الحركات الراقية التي ان دلت على شيء فهو معدن و كفاءة المدرب الشاب محمد اليحياوي، الذي وعلاوة على إقتناءه لبعض التجهيزات الفردية للاعبه المصاب، أهمها تمكينه من شارة قيادة أنيقة، فقد ثبته كقائدا لزملاءه إلى نهاية الموسم، في حركة رمزية ذات دلالة معنويةو إنسانية عميقة.
ليكون مسك الختام، استئنافه لأول حصة تمارين بعد الإصابة، في ممر شرفي مكون من لاعبي المدارس والأداني وسط تصفيق الحاضرين في الملعب البلدي بالقصرين،في مشهد مؤثر كان بطلاه دون منازع، المدرب الشاب محمد اليحياوي ولاعبه(أ. ق).