إثر تدهور الوضع : اسامة الرميلي يوصد ابواب دار الشباب
ككل يوم يخرج أسامة من منزله متوجها للحي الاولمبي طريقه للعمل …عيناه مستقرة على طريق واحد الطريق الذي تربطه به علاقة حب كبيرة طيلة سنوات عمله .
في ذات الطريق عقله وذاكرته يعيدانه لكل السيناريوات التي مرت عليه حلوها ومرها ايجابياتها وسلبياتها أين نجح في عدة محطات وفشل في أخرى .
يلتفت يمينا ويسارا حيث لا تكاد عيناه تستقر في مكان بعينه فهذا معهد القصرين الفني وتاريخه الضارب في القدم الذي صنع اجيالا .وفي نفس الطريق الملعب القديم لمدينة القصرين أين عاش عشاق الأخضر والأبيض احلى ايام جمعية المستقبل الرياضي بالقصرين و هزم على ارضه اعتي فرق تونس .
وهو يشق الطريق يركز عينه على القاعة المغطاة إلى أن يصل إلى الباب الرئيسي المركب الشبابي لكن هذه المرة لن تستقبله لا عاملة النظافة و لا عون الاستقبال او احد المنشطين او المؤطرين فقط يستوقفه باب رئيسي موصد .
الباب الرئيسي لدار الشباب مغلق ،الباب الذي كان يمثل باب الأمل لأسامة الرميلي وشباب القصرين …. وراء ذاك الباب احلام و طموحات وبرامج مدير المركب أصبحت كلها كابوسا بعد قرار غلق المبيت وفضاء الإقامة والتخييم و النوادي والقاعات متعددة الاختصاص و الفضاءات المفتوحة.
دار الشباب التي احتضنت أكبر التظاهرات واستضافت أكبر وأهم الشخصيات والرواد في كل مناسبة أو حدث هام مر على القصرين.
اليوم المركب الشبابي بمدينة القصرين أبوابه موصدة ومساحاته التي كانت من المفروض ان تكون خضراء أصبحت قاحلة نوادي المسرح والموسيقى والرياضة وغيرهم وقاعات العروض والأنشطة والمطعم متوقفون عن العمل والنشاط .
حالة كارثية لمركز الإقامة فأينما نظرت تجد تسربات للماء وشبكات الصرف الصحي كل الغرف وحتى حديثة الإنجاز على نفس الشاكلة، أبواب وشبابيك اهترأت، وحدات صحية متلفة ،جراري وحواشي وأسرة أكلها السوس وتعفنت بسبب ركود وتسرب المياه.
داخل الساحة سيارة قديمة تابعة لمندوبية الرياضة تعرضت لحادث ملقاة منذ سنين في وضع يوحي بالخراب والخوف ،في وسط ساحة لو أحسن إستغلالها لكانت مقرا للمسبح او لمسرح .
يوجه أسامة صيحة فزع ينادي من خلالها السلطات المحلية والجهوية للتسريع في ايجاد حل للمركب الشبابي الذي يوفر مورد رزق ل 74 عائلة بين عامل واطار ومنشط ومؤطر و يعتبر ملجأ للشباب لممارسة انشطتهم وهواياتهم وفضاء لاحتضان التظاهرات و الندوات والابداع.
في ولاية تحتل المرتبة الأخيرة في التنمية وطنيا شباب يعاني الفقر والخاصة بالإضافة للارتفاع الرهيب للمنقطعين عن الدراسة في جهة تفتقد لكل وسائل الترفيه من جديد
نقطة ضوء تنطفىء في ظل جو قاتم وافق مسدود في ولاية القصرين.