على الرغم من الظروف الصعبة التي يتقاسمها مع الأغلبية الساحقة من شباب القصرين لاسيما تلك المتعلقة بضيق الآفاق والعثور على فرص التشغيل التي تتحقق بها الذات ويمكن البناء عليها من أجل حالة من الاستقرار ، إلا أنه تميز خاصة منذ سنة 2011 بحجم من العطاء السخي دون حسابات ، بل أنه كان من خلال تدويناته وريبورتاجاته المصورة مصدرا دقيقا لأهم الأحداث والوقائع والتحركات الاجتماعية التي كان هدفها الأول والأخير دفع عجلة التنمية بالقصرين ، ومقاومة التراخي والفساد والمحسوبية .
إنه ربيع الغرسلي ، الشاب القصريني الذي كان وما يزال شعلة متقدة تضيء الدروب وتزيح المصاعب وتحقق بعضا من حاجيات من لا سند لهم ومن تجاهلتهم الحكومات ولم تنتبه إليهم السلطة . بمفرده أو برفقة عدد من الذين يتجندون مثله لخدمة أبناء جهته ، بعيدا عن الضوضاء والعدسات والجري خلف الشهرة .
كان ولايزال في مقدمة من اشتغلوا على حملات لتذليل صعوبات العوز والبؤس والاحتياج أمام الأطفال بتوفير مستلزمات العودة المدرسية للكثيرين منهم ، وتوفير الملابس والمواد الغذائية والأغطية لعائلات تعاني الأمرين بحلول برد الشتاء القارس .
كان أيضا في مقدمة الذين وقفوا إلى جانب الذين قدموا من ليبيا ومن المناطق الموبوءة خلال الحجر الصحي الأول بتوفير الأغذية والمياه المعدنية والسهر على توفير أحسن الظروف لهم حتى تجاوزوا تلك المحنة بأخف الأضرار . ولعل المشروع الأهم هو ذاك الذي يسهر عليه برفقة عدد من المتطوعين من أبناء الجهة والمتمثل في بناء مسكن محترم لعائلة معوزة بمنطقة فج النعام من معتمدية القصرين الجنوبية .
المشروع يتقدم بخطى حثيثة ، والجدران ترتفع ، وقريبا تتمكن العائلة المعنية من تحقيق حلم كان بعيد المنال ، صعب التحقق ، حلم السكن في منزل بجدران وأبواب ونوافذ وغرف وماء صالح للشرب ونور كهربائي ، حلم لم يكن ليتحقق لو لا كرم العطاء وقيم الخير التي تسكن شابا سخيا من أبناء هذه الربوع الطيب أهلها…..
اسمه ربيع الغرسلي