دعت الجامعة العامة للتعليم الثانوي اليوم الاثنين، الحكومة إلى الترفيع في ميزانيات المؤسسات التربوية وتوفير كل ما يمكن ان يسد النقائص الموجودة بها، لاسيما في ظل انطلاق العودة المدرسية التدريجية بداية من يوم غد الثلاثاء، في ظروف استثنائية فرضها تصاعد وتيرة انتشار فيروس كورونا المستجد.
وحمّلت الجامعة العامة للتعليم الثانوي، التابعة للاتحاد العام التونسي لشغل، الحكومة كامل المسؤولية عما يمكن أن يترتب عن هذا الواقع من استتباعات على صحة كافة الأسرة التربوية وعلى مسار السنة الدراسية الحالية المهدد، وفق تقديرها، بكل الاحتمالات والمخاطر في هذا الظرف الاستثنائي.
وطالب الجامعة الحكومة بالإسراع في تفعيل ما نص عليه اتفاق 9 فيفري 2019 المتعلق بالترفيع بنسبة 20 بالمائة من ميزانيات المؤسسات التربوية وتوفير كل المستلزمات الوقائية والانكباب الجدي على إيجاد ما يلزم من حلول لضمان عودة مدرسية آمنة وإصلاح مسار التعليم.
وعبّرت الجامعة عن استيائها مما اعتبرته خيارات لاشعبية منتهجة من قبل الحكومات المتعاقبة على غرار تكريس سياسية مالية تقشفية إزاء المؤسسات التربوية رغم اهتراء بنيتها التحتية وضعف إمكانياتها ومواردها البشرية مما أثر بشكل سلبي على أدائها حتى في ظل الأوضاع العادية. وشككت في قدرة وزارة التربية على تطبيق أي بروتوكول صحي لضمان عودة مدرسية آمنة وسط “إحجام الدولة عن رصد ما يكفي من إمكانيات مادية ولوجستية وصحية لمجابهة جائحة فيروس كورونا وذروة انتشارها المرتقبة مما يفقد كل الاجراءات المتخذة جانبا هاما من جدواها”.
وفي وقت سابق عبّرت الجمعية التونسية لحماية حقوق الطفل في بيان لها اليوم الاثنين عن انشغالها من اعتماد وزارة التربية نظام الدراسة يوما بيوم عبر التناوب بين الأفواج خاصة في ظل مصادقتها على البروتوكول الصحي العام المتعلّق بالعودة المدرسية والجامعية لسنة 2020-2021، داعية إلى تكاتف جهود مختلف الأطراف المتدخلة في مجال التربية من أجل العمل على تأمين سلامة التلاميذ وحمايتهم من أخطار كوفيد 19 وكان رئيس الحكومة هشام المشيشي عبر أمس الأحد خلال زيارة تفقدية لثلاث مدارس، عن استيائه مما اسماها “وضعية رثة” في تلك المدارس بزغوان وبن عروس وتونس، مؤكدا أن الحديث عن استعدادات لمواجهة جائحة كورونا تنتفي في ظل أوضاع كارثية تعيشها المدارس العمومية، وفق بيان صادر عن رئاسة الحكومة.
وصرح هشام مشيشي أن تلك الزيارة غير المعلنة مسبقا مكنته من معاينة العديد من النقائص التي لا تليق بتونس في سنة 2020، مضيفا أنه من غير المقبول أن لا يجد تلميذ أبسط الضروريات في مدرسته كالصرف الصحي والماء.
وشدد المشيشي على أن حكومته عاقدة العزم للعمل على إعادة بريق المرفق العمومي وإعادة جاذبية المدرسة العمومية دون التذرّع بالبيروقراطية وقلة الموارد وذلك عبر مضاعفة العمل لتلافي هذه النقائص وإيقاف النزيف الذي عطّل قطار التنمية لسنوات.
يشار إلى أن وزارة التربية كانت قد أعلنت عن جملة من القرارات بعد الاتفاق مع النقابات التعليمية بخصوص العودة المدرسية 2020-2021 وتتمثل أساسا في قسمة الفصل إلى فوجين واعتماد نظام الدراسة يوما بيوم عبر التناوب بين الأفواج مع التخفيف من بعض المحاور والدروس.
كما أقرت وزارة التربية انطلاق العودة المدرسية بالتدرج بداية من يوم الثلاثاء 15 سبتمبر والتقليص من أيام العطل المدرسية بثلاثة أيام من عطلتي نصف الثلاثي الأول ونصف الثلاثي الثاني وبأربعة أيام من عطلتي الشتاء والربيع، على أن تنتهي السنة الدراسية يوم 30 جوان 2021