بقدر ما نسعد بصورة العائلة القصرينية التي تتنقل بكبيرها وصغيرها إلى المسرح الأثري سيليوم بالقصرين لمتابعة مختلف العروض المقترحة من قبل الهيئة المديرة للمهرجان ، بقدر ما نشعر بالإحباط والخذلان نهاية كل سهرة حيث تتكدس على جنبات الطريق ولوقت طويل عائلات في انتظار الظفر بسيارة أجرة تاكسي قد تأتي وقد لا تأتي .
ألا يستحق جمهور القصرين ومتساكنو المدينة الذين يحبون الحياة والثقافة والترفيه ، والذين يقولون للعالم : ” القصرين مدينة آمنة تعشق الحياة ، وعليها ما يستحق الحياة ” أن نوفر لهم حافلة أو اثنتين مزدوجدين لإيصال الناس إلى وسط المدينة وأحياء النور والزهور والفتح والمنار وغيرها من الأحياء في آخر السهرة ؟
في كل سنة ومنذ عدة سنوات ، نعيدها ونكررها ، أنه طالما تتوفر ساحات العرض ( المسرح / الملعب ) في أقاصي المدينة ، فلا بد من أن تتظافر كل الجهود من أجل تذليل صعوبة التنقل … السلطة الجهوية ، إدارة المهرجان ، والشركة الجهوية للنقل .
ألهذا الحد أصبح توفير حافلة أو اثنتين أمرا معقدا وصعبا ؟ أليس لدينا من الشباب العامل في شركة النقل من هو قادر على التطوع أو حتى العمل بمقابل لنقل الناس ليلا إلى بيوتهم ؟
ألهذا الحد تعجز القصرين أمام الروتين الإداري والضغط النقابي وتجاهل السلطة أن تحل هذه المشكلة اليسيرة ؟
البارحة ، في الساعة الواحدة بعد منتصف الليل ، قادتني الخطى إلى محل لبيع المأكولات الجاهزة وسط المدينة فذهلت لعدد الحرفاء والعائلات التي توافدت عليه إثر عودتها من سهرة المهرجان .
إنها تقاليد جديدة وصورة جديدة ينبغي تأصيلها وتثبيتها ودعمها والإصرار على بقائها بتظافر كل الجهود ولامجال للتراخي أو الصمت او العجز لتأمين وتوفير كل الظروف الملائمة لبقائها واستمرارها في القصرين بما في ذلك تأمين النقل .
أليس كذلك يا شركة النقل ؟
متابعة وتقرير : لطفي هرماسي
صور : غيث ميساوي