تاريخ زاخر بالأحداث. ثقافات متنوعة و بقايا آثار تروي قصصا من أعماق التاريخ و في خبايا القصرين تجد آثار شعوب مرت على هذه الرقعة الجغرافية.
كل هذا الثراء لم يستثمر لصالح هذه الجهة و لم يشفع لها كغيرها من الولايات و تفتك مكانة سياحية مهمة تنعش بها إقتصادها و تنقذ هذا الموروث و تجعل منه محطة سياحية ووجهة للسياح. و إذا تحدثنا عن الإنجازات لجفت الأقلام حتى قبل أن تكتب فرغم الزيارات في مختلف المناسبات و تعاقب الحكومات و كثرة الوعود لم يتحقق سوى إنجاز مشروع مسرح السيليوم الأثري السنة الفارطة
“ارض قاحلة تنتظر من يرويها”
استبيحت القصرين و جبالها للدواعش و الإرهابيين و صنفت عند البعض على انها ماكينة صنع مظاهر التعصب و الإرهاب و السماد العضوي الذي يساهم في نمو هذا الفكر و إنتشاره لكن لو كلفنا أنفسنا و لو قليلا و غصنا في أعماق هذه الجهة و شوارعها و تضاريسها لوجدنا أنها أرض قاحلة تنتظر من يروي ظمأها
” القصرين تتفنن”
و في ظلمة طريق الإرهاب و الفقر و التهميش نلمح ضوء شمعة يسعى جاهدا لإنارة ذاك الطريق ،هم شباب القصرين الذين ورثوا من هذه الجهة شموخ و عزة جبالها . جهة تحارب الفقر و الخصاصةو الفساد و الإرهاب لتخلق شباب سطع نجمه في اكبر المسارح و التظاهرات فرسموا القصرين تنزف في لوحات فنية تشكيلية، لكن إصرارهم واضح في تلك اللوحات. كما تحدثوا عن تاريخ الجهة في عروض مسرحية على غرار عرض اوبيرات عالية لجمعية البعد السابع و في عدة عروض للمركز الدولي للفنون المعاصرة لوليد الخضراوي أين جسد واقع القصرين و تميز في مهرجان الشعانبي للمسرح، و لا ننسى عدنان الهلالي وعيد الرعاة، هذا الفنان الذي جعل من سمامة مركزا دوليا للثقافة تحدى به الإرهاب و قدم هوية جديدة إكتشفناها في عرض وقت الجبال تغني و لا ننسى بلال علوي و افكاره الرائعة على غرار الكميون الثقافي. إضافة إلى مقطوعات تطرب المستمع عزفها شباب القصرين في أكثر من مناسبة كمجموعة كلوب 88 و مجموعة ميعاد و غيرها من المجموعات .
و اخيرا ليس آخرا السينما في القصرين تشق طريقها بقوى ثابتة مع المخرج أيوب سائحي و بلال رحموني حيث رسموا لنا القصرين بعدسة سينمائيين محترفين ينقلون الواقع و يعالجونه بالفن و التمثيل .و لن نمر مرور الكرام على المهرجانات فالنصيب الأكبر للعروض و حتى من منظمي المهرجانات هم شباب كمهرجان الشباب بالقصرين الذي أثبت أهميته و ثراءه خاصة في دورته الثالثة فسطع نجما في سماء مظلمة علاوة على مهرجان السيليوم و مهرجان العبادلة الدولي بسبيطلة و مهرجان الشعانبي للمسرح و أيام قرطاج السينمائية بالقصرين و مهرجان الأيام الرومانية لضحى بوترعة ومهرجان سيدي تليل بفريانة و مهرجان الطفل الذي أعطى فرصة لمبدعي الجهة كالمنشط حيدر قاسمي للتميز فيه . كما شرف الفنان ونيس المغزاوي القصرين في عروض لمجموعة “عمي ونيس” على مستوى جهوي و وطني. كل هذه النجاحات الإبداعية و الأعمال هي على سبيل الذكر لا للحصر.
القصرين :”شامخة هي رغم إقصاءكم لها”
تجرؤون عن الحديث عن الإرهاب فيها و شبابها في كل مرة يثبتون العكس؟ تقصونها من برامجكم التنموية و ابناءها في كل مرة يتحدون الظروف و يثبتون أنهم اهلا للثقة و مثالا للتحدي. هي اسم شامخ عزيز لا مكان فيه للخيانة و منابع الإرهاب فهي واضحة للعيان فلا داعي لتدنيس اسمها، فهي كطائر الفينيق الذي يبعث من رماده .
سماح غرسلي