احداث خطيرة متتالية دون سابق إنذار تجتاح تونس و كل حادثة لا تقل خطورة عن التي تليها، يحدث في تونس في أقل من شهر فيروس خطير يضرب و بقوة في ولاية القصرين بعد انتشاره بولايةصفاقس ليصيب عددا كبيرا من الاطفال في تونس .
بعد أقل من أسبوع، تصرح وزارة الداخلية بأنها وجدت 19 ظرف بصدد إرساله إلى امنين واعضاء مجلس نواب و إعلاميين قصد إغتيالهم بعد استنشاقهم لفيروس الجمرة الخبيثة القاتل و قد اكد الخبراء أن هذا الفيروس صنع في تونس
و لا نقف عند هذا الخبر فيوم السبت 9 مارس 2019 نستيقظ على جريمة أخرى في حق 12 رضيعا و 90 مصابا و العدد مرشح للارتفاع و لم تظهر للآن نتائج التحاليل للكشف عن أسباب الوفاة لكن في تصريح للمديرة العامة للصحة نبيهة البورصالي أكدت أن سبب الوفاة هو تعفن إجتاح صفوف الرضع في مركز التوليد بالرابطة.
خطابات خشبية و دعوات الى الابتعاد عن لجنة التحقيق
رغم كل ما حصل من أخطاء بدائية إلا ان بعض مسؤولي الدولة يطلون علينا بخطابات خشبية تكشف عن ضعف ادائهم أمام الجميع …فبعد خطاب نبيهة البورصالي فلفول المديرة العامة للصحة التي اكدت فيه على عادة “الكرذونة” في مستشفياتنا مما أثار حملة شعبية واسعة اشعلت مواقع التواصل الاجتماعي جراء تصريح البرصالى
يأتي تصريح رئيس الجمعية التونسية لطب الأطفال وعضو لجنة التحقيق في وفاة الـ12 رضيعًا، محمد الدوعاجي خلال مداخلته مساء 10 مارس 2019 في نشرة الثامنة مساءً على قناة الوطنية الأولـى حيث صرح بأن الرضع كانو يعانون مشاكل صحية في السابق على غرار عدم اكتمال النمو و ان الادوية التي قدمت للرضع غير منتهية الصلوحية و تستجيب للمعايير المعمول بها
و قد اعتبر نائب رئيس رابطة حقوق الانسان و الطبيب الدكتور الفاضل بالضيافي في تدوينة له على موقع التواصل الإجتماعي فايسبوك هذا التصريح غير محايدا و دعا محمد الدوعاجي للخروج من لجنة التحقيق
و اعتمدت وزيرة الصحة بالنيابة سنية بالشيخ نفس المعطيات و نفس التحليل بعد خروج نتائج التحاليل المخبرية حيث صرحت خلال الندوة الصحفية اليوم 11مارس 2019 انه لا يوجد سيروم فاسد في مستشقى الرابطة و أن سبب الوفاة هو انتشار تعفن بالمستشفى كما أشارت لمواصلة البحث و التحقيق و معاقبة المسؤولين عن هذا التقصير
التوظيف الحزبي و الركوب على الأحداث خطة الاحزاب التونسية
في ظل تعمق الأزمة في قطاع الصحة و الكارثة الصحية التي عصفت بالبلاد و تزايد المخاطر خاصة بعد وفاة 12 رضيعا بالرابطة. ازدادت وتيرة الاتهامات و موجة الاستنكار التي اطلقتها مختلف الاحزاب التونسية على غرار “النهضة” و “تحيا تونس” بالرغم انهما من الاحزاب الحاكمة لكن بدأت تنكشف لعبة المناورات و التوظيف الحزبي و الركوب على الأحداث لمحاولة تسجيل النقاط كل حسب نواياه، لكن هذه الحيلة لا تنطلي على الشعب التونسي لكونها ظاهرة للعيان لأنها ترتفع إلا مع إقتراب موعد الإنتخابات التشريعية و الرئاسية و التي تعتبر محطة مصيرية بالنسبة لهذه الأحزاب لذلك لا يتركون حدثا في تونس دون إستغلاله لرفع رصيدهم من النقاط
نقص في المعدات و غياب الحلول ومستشفى القصرين مثال :
”إستهتار بحياة الناس” هذا ماجاء على لسان الاطار شبه الطبي العامل بالمستشفى الجهوي بالقصرين يوم 6 مارس 2019 في تعليقه حول تحويل المرضى الذين يتعرضون إلى حوادث مرورية أو عرضيّة تقتضي تصويرهم بآلة المفراس scanner ،، نحو مستشفيات جهويّة أخرى في ولاية يبلغ عدد سكانها 500 الف ساكن
مستشفى جهوي لايام دون أطباء في قسم الأشعّة و ذلك لخروج طبيبين في عطلة، وهو وضع يتكرر بصفة مستمرة دون التفكير في الحالات الخطرة التي يمكن ان تتوارد على المستشفى لتلقي العلاج على غرار إبنة حاسي الفريد التي تعرضت لحادث مرور بعد ان صدمتها سيارة تهريب مما تطلب نقلها لتلقي الإسعاف في مستشفى سيدي بوزيد بعد غياب الأطباء في مستشفى القصرين و هي ليست الحالة الوحيدة و الأولى
عسكريون وامنيون في الجبال مهددون و اغلب المصابين منهم عادة ما يسعى أطباء المستشفى التدخل لمعالجتهم اذا تواجدو لكن نقص طب الإختصاص و
المعدات يكون العائق لممارسة مهنتهم على أكمل وجه فيتم نقلهم على وجه السرعة لولايات أخرى.
مناخ و عوامل غير ملائمة تزيد من تفاقم الازمة
هذا النقص الفادح في المعدات و في طب الإختصاص و عدم إستعداد طب الإختصاص للتطوع في مستشفى القصرين عند الحاجة أثر سلبا على الوضع الصحي في الجهة إضافة إلى غياب التدخل من وزارة الصحة لتطبيق الوعود و الحلول التي إقترحتها في السابق
هذا المناخ و العوامل الغير الملائمة في المستشفى الجهوي بالقصرين تجعل الوضع صعبا على إدارة المستشفى و العاملين به و أكثر صعوبة على المواطن البسيط الذي لا يستطيع التوجه للخواص للحصول على معاينة تكلفه الكثير
و نفس المناخ جعل من المستشفى محط إتهامات بعد حالات الإصابة بعدوى الحصبة مؤخرا في قسم الأطفال و الذي بعث الذعر في كامل أهالي القصرين و صرح الشادلي المقصودي كاتب عام نقابة الاطباء و الصيادلة بالقصرين اليوم 11مارس 2019 أن العدد تجاوز 300 لكن حالتهم تتماثل للشفاء بعد حملات تلقيح مكثفة.
بين غياب الحلول و الإرادة السياسية قطاع الصحة في تونس إلى أين؟؟
سماح غرسلي